كُنْتُ سَعِيدَةً لِأَنَّني عَثَرْتُ عَلى الهَدِيَّةِ المِثَالِيَّةِ لِعِيدِ مِيلادِ حَمَاتِي: سِوارٌ بِهِ حَجَرٌ كَريمٌ يُمَثِّلُ شَهْرَ مَولِدِهَا! إِنَّ العُثورَ عَلى هَدِيَّةٍ مِثَالِيَّةٍ لِشَخْصٍ مَا هُوَ دَائِمًا مَا يَكونُ أَمْرًا مُفْرِحًا. لَكِنْ مَاذَا لَو كَانَتْ الهَدِيَّةُ أَو العَطِيَّةُ المِثَالِيَّةُ الَّتي يَحْتَاجُها أَحَّدُهم لِيسَتْ فِي مَقْدورنا. يَتَمِنَّى الكَثيرُ مِنَّا مَنْحَ شَخْصٍ مَا سَلامًا (وَرَاحَةَ بَالٍ) أَو طَمَأْنِينَةً أَو حَتَّى صَبرًا، إِذا كَانَ ذَلِكَ مِنَ المُمْكِنِ شِرَاؤهُ وَتَغْلِيفُهُ بِشَرِيطَةِ مُلَوَّنَةٍ كَهَدِيَّةٍ (لِتَقْدِيمِها لَه).
هَذِهِ الأَنْواعُ مِنَ الهَدَايا يَسْتَحِيلُ لِلإِنْسانِ تَقْدِيمُها لِغَيرِهِ (لِأَنَّها لَا تُباعُ وَلَا تُشْتَرَى). لَكِنْ يَسوع، الَّذي هُو اللهُ الظَّاهِرُ فِي الجَّسَدِ، يُعْطِي مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ هَذِهِ العَطِيَّةَ المُسْتَحِيلَةَ (بِالنِّسْبَةِ لِبني البَشَرِ): عَطِيَّةَ السَّلَامِ. عَزَّى يَسوعُ تَلاميذَهُ بِوَعْدِ الرُّوحِ القُدُسِ قَبْلَ صُعودِهِ لِلسَّمَاءِ قَائِلًا: ”أَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ … فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ“ (يُوحَنَّا 14: 26). وَقَدَّمَ لَهم سَلَامَهُ كَعَطِيَّةٍ دَائِمَةٍ مُسْتَمِرَّةٍ لَا تَفْشَلُ عِنْدَمَا تَضْطَرِبُ قُلوبُهم أَو تَخَافُ. إِنَّهُ بِنَفْسِهِ هُو سَلامُنا مَعَ اللهِ وَالآخرين وَفِي دَاخِلِنا.
قَدْ لَا نَمْلُك القُدْرَةَ عَلى مَنْحِ أَحِبَّائِنا قَدْرًا إِضَافِيًّا مِنَ الصَّبْرِ أَو تَحْسينًا لِلصِّحَّةِ الَّتي يَرْغَبونَ بِها. وَلَيسَ فِي سُلْطَانِنا مَنْحُهم السَّلامَ الَّذي نَحْنُ فِي أَمَسِّ الحَاجَةِ إِليهِ وَسَطَ صِرَاعَاتِ الحَياةِ. لَكِنْ يُمْكِنُنا بِقِيَادَةِ الرُّوحِ أَنْ نَشْهَدَ لَهم عَنْ يَسوع مُعْطِي السَّلامِ الحَقِيقِيِّ الدَّائِمِ.
– كيرستن هولمبرج