اسْتَمْتَعْتُ أَنا وَزَوْجَتي فِي إِحْدَى الإِجَازَاتِ بِرُكُوبِ الدَّرَّاجَاتِ فِي الصَّبَاحِ البَاكِرِ. سِرْنَا فِي إِحْدَى الطُّرُقِ الَّتي مَرَّتْ عَبْرَ حَيِّ بِهِ مَنَازِلٌ تُقَدَّرُ قِيمَتُها بِمَلايينِ الدُّولاراتِ. وَرَأَينا مَجْموعَةً مُتَنَوِّعَةً مِنَ الأَشْخَاصِ، مِنْهم المُقيمونَ الَّذين يُنَزِّهُونَ كِلابَهم وَرَاكِبِو الدَّرَّجَاتِ مِثْلِنا، وَالعَديدُ مِنَ العُمَّالِ الَّذين يَقُومونَ بِبِنَاءِ مَنَازِلٍ جَديدةٍ أَو يَعْتَنونَ بِالمَسَاحَاتِ الخَضْرَاءِ. لَقَدْ كَانوا مَزِيجًا مِنَ النَّاسِ مِنْ جَميعِ مَنَاحِي الحَياةِ، وَتَذَكَّرَتُ حَقِيقَةً ثَمِينَةً، لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ تَمْييزٌ حَقِيقِيٌّ بَيْنَنا، فَقِيرٌ أَو غَنِيٌّ، صَاحِبُ أَمْلاكٍ أَو طَبَقَةٌ عَامِلَةٌ، مَعْرُوفٌ أَو غَيرُ مُعْروفٍ. كُنَّا جَمِيعًا فِي ذَلِكَ الشَّارِعِ أَثْنَاءَ ذَلِكَ الصَّبَاحِ مُتَشَابِهونَ. ”اَلْغَنِيُّ وَالْفَقِيرُ يَتَلاَقَيَانِ، صَانِعُهُمَا كِلَيْهِمَا الرَّبُّ“ (الأَمْثَال 22: 2). نَحْنُ جَمِيعًا مَخْلُوقونَ عَلى صُورَةِ اللهِ بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ اخْتِلافَاتِنا.

هُنَاكَ المَزِيدُ. كَونِنا مُتَسَاوين أَمَامَ اللهِ يَعْنِي، أَنَّه بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ حالَتِنا الاقْتِصَادِيَّةِ أَو الاجْتِمَاعِيَّةِ أَو العِرْقِيَّةِ، فَإِنَّنا جَميعًا ولِدْنَا فِي الخَطِيَّةِ: ”الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ“ (رُومية 3: 23). نَحْنُ جَمِيعًا عُصاةٌ وَمُذْنِبونَ أَمَامَ اللهِ بِنَفْسِ القَدْرِ، وَجَمِيعُنا يَحْتَاجُ إِلى يَسوع.

        لَكِنَّنا نَحْنُ مَنْ يَقُومُ بِتَقْسيمِ النَّاسِ إِلى مَجْمُوعَاتٍ لِأَسْبَابٍ مُتَنَوِّعَةٍ. مَعَ أَنَّنا فِي الوَاقِعِ جَمِيعًا جِزْءٌ مِنَ الجِّنْسِ البَشَرِيِّ. وَجَمِيعًا فِي نَفْسِ المَوقِفِ وَالحَالَةِ، نَحْنُ خُطَاةٌ يَحْتَاجُونَ إِلى مُخَلِّصٍ. قَادِرونَ عَلى أَنْ نَتَبَرَّرَ ”مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ“ وَنَتَصَالَحَ مَعَ اللهِ (عَدَد 24).
– ديف برانون