سَرِيعًا مَا سَيَحُلُّ عِيدُ مِيلادِ صَديقي رَالِي الْخَامِسُ وَالثَّمَانون! لَقَدْ كَانَ مَصْدَرَ إِلْهَامٍ لِي مِنْذُ مُحَادَثَتي الْأُولى مَعَهُ قَبْلَ أَكْثَرِ مِنْ خَمْسَةٍ وَثَلاثِينَ عَامًا. شَعَرْتُ بِالْفُضولِ لَكِنِّي لَمْ أَتَفَاجَأْ عِنْدَمَا ذَكَرَ لِي أَنَّهُ مِنْذُ تَقَاعُدِهِ أَكْمَلَ كِتَابَةَ كِتَابٍ وَبَدَأَ خِدْمَةً أُخْرَى.

 

فِي الْخَامِسَةِ وَالثَّمَانِين مِن عُمْرِهِ لَمْ يَكُنْ كَالِب فِي الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ الْعَهْدِ الْقَديمِ، مُسْتَعِدًّا لِلتَّوَقُّفِ هُوَ أَيْضًا. لَقَدْ دَعَمَهُ إِيمانُهُ وَتَكْرِيسُهُ للهِ وَقَوَّاهُ خِلالَ عُقُودٍ مِنَ الْحَيَاةِ فِي الْبَرِّيَّةِ وَالانْخِرَاطِ فِي الْحُروبِ، وَمَكَّنَهُ مِنَ الْحُصولِ عَلى مِيَراثِهِ الَّذي وَعَدَ بِهِ اللهُ شَعْبَ إِسْرَائِيلَ. قَالَ: ”لَمْ أَزَلِ الْيَوْمَ مُتَشَدِّدًا كَمَا فِي يَوْمَ أَرْسَلَنِي مُوسَى. كَمَا كَانَتْ قُوَّتِي حِينَئِذٍ، هكَذَا قُوَّتِي الآنَ لِلْحَرْبِ وَلِلْخُرُوجِ وَلِلدُّخُولِ“ (يَشوع 14: 11). كَيفَ سَيَنْتَصِرُ؟ أَعْلَنَ كَالِبُ قَائِلًا ”الرَّبَّ مَعِي فَأَطْرُدَهُمْ كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ“ (عَدَدُ 12).

 

بِغَضِّ النَّظَرِ عَنِ الْعُمْرِ أَو عَمَّا نَعِيشُهُ مِنْ ظُروفٍ فِي مَرَاحِلِ الْحَيَاةِ الْمُخْتَلِفَةِ، فَإِنَّ اللهَ سَيُسَاعِدُ جَميعَ الَّذين يَثِقُونَ بِهِ بِكُلِّ قُلوبِهم. تُشَجِّعُنا الْأَنَاجِيلُ وَتُلْهمُنا الْإِيَمانَ بِاللهِ مِنْ خِلالِ مَا نَرَاهُ فِي الْمَسيحِ. لَقَدْ أَظْهَرَ الرَّبُّ يَسوع رِعَايَةَ اللهِ (الآبِ) وَحَنَانِهِ لِكُلِّ مِنْ يَتَطَلَّعُ إِليهِ طَلبًا لِلْمُسَاعَدَةِ. كَمَا أَعْلَنَ كَاتِبُ الرِّسَالَةِ إِلى الْعِبْرَانِيِّين: ”الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ“ (الْعِبْرَانِيِّين 13: 6). سَواءٌ كُنَّا صِغَارًا أَو كِبَارًا، ضُعَفَاءَ أَو أَقْويَاء، مُقَيَّدينَ أَو أَحْرَارًا، أَصِحَّاءً أَو مُقْعَدينَ، فَمَا الَّذي يَمْنَعُنَا مِنْ طَلَبِ مُسَاعَدَتِهِ؟

 

– آرثر جاكسون