فِي كِتَابِ جِيه. آر. آر. ”رِفْقَةُ الْخَوَاتِم“، يَبْدَأُ بِيلْبو بَاجْينز بِإِظْهَارِ تَأْثِيراتِ حَمْلِ خَاتَمٍ سِحْرِيٍّ ذِي قُوَّةٍ مُظْلِمَةٍ لِسِتَّةِ عُقُودٍ. وَيَقُولُ للسَّاحِرُ جَانْدَالِف وَهُوَ يَشْعُرُ بِطَبِيعَةِ الْخَاتَمِ الَّتي تَتَسَبَّبُ فِي اضْمِحْلَالِهِ وَتَآكُلِهِ بِبُطْءٍ: ”لِمَاذا أَشْعُرُ بِالنَّحَافَةِ وَبِنَوعٍ مِنَ التَّمَدُّدِ، إِذا كُنْتَ تَعْرِفُ مَا أَعْنِيهِ: إِنَّني مِثْلُ الزُّبْدَةِ الَّتي تُفْرَدُ عَلى الْكَثيرِ مِنَ الْخُبْزِ“. وَيُقَرِّرُ أَنْ يَتْرُكَ بَيْتَهُ لِيَبْحَثَ عَنْ رَاحَتِهِ فِي مَكَانٍ مَا ”فِيهِ سَلامٌ وَرَاحَةٌ، دُونَ أَنْ يِتَطَفَّلَ عَليهِ الْكَثيرُ مِنَ الْأَقْرِبَاءِ“.

يُذَكِرني هَذَا الجَّانِبُ مِنْ قِصَّةِ بَاجْينز بِتَجْرُبَةِ أَحَّدِ أَنْبِيَاءِ الْعَهْدِ الْقَدِيمِ. كَانَ إِيليَّا فِي حَاجَةٍ مَاسَّةٍ للرَّاحَةِ بَعْدَ مَعْرَكَتِهِ مَعَ الْأَنْبِياءِ الْكَذَبَةِ وَهُروبِهِ مِنْ إِيَزابِل لِذا طَلَبَ مِنَ الرَّبِّ وَهُوَ يَشْعُرُ بِالْإِرْهَاقِ، أَنْ يَأْخُذَ نَفْسَهُ قَائِلًا: ”قَدْ كَفَى الآنَ يَا رَبُّ. خُذْ نَفْسِي لأَنَّنِي لَسْتُ خَيْرًا مِنْ آبَائِي“ (الْمُلُوكُ الْأَوَّلُ 19: 4). وَبَعْدَمَا نَامَ أَيْقَظَهُ مَلاكُ الرَّبِّ لِيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ، ثُمَّ نَامَ مَرَّةً أُخْرَى ثُمَّ أَكَلَ أَكْثَر مِنَ الطَّعَامِ الَّذي قَدَّمَهُ لَهُ الْمَلاكُ. وَبَعْدَمَا انْتَعَشَ، صَارَتْ لَهُ طَاقَةٌ تَكْفِي للسَّيْرِ أَرْبَعينَ يَومًا إِلى جَبَلِ اللهِ (حُوريب).

عِنْدَمَا نَشْعُرُ بِالضَّعْفِ وَالْإِنْهَاكِ وَكَأَنَّنا طَبَقَةٌ رَقِيقَةٌ مِنَ الزُّبْدِ الْمَفْرُودِ، يُمْكِنُنَا التَّطَلُّعُ إِلى الرَّبِّ للْحُصُولِ عَلى انْتِعَاشٍ حَقِيقِيٍّ. قَدْ نَحْتَاجُ لِلاهْتِمَامِ بِأَجْسَادِنَا بَيْنَما نَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يَمْلَأَنَا بِرَجَائِهِ وَسَلامِهِ وَرَاحَتِهِ. يُمْكِنُنا الثِّقَةُ بِأَنَّ الرَّبَّ سَوفَ يَمْنَحُنَا حُضُورَهُ الْمْنِعْشَ مِثْلَما اعْتَنى الْمَلاكُ بِـ إِيليا (اقْرَأْ مَتَّى 11: 28).

إِيمي بُوشر بَاي