كَانَتْ التَّحْذِيرَاتُ شَدِيدَةً عِنْدَمَا اجْتَاحَ إِعْصَارُ لُورَا خَليجَ الْمَكْسِيكِ مُتَّجِهًا إِلى سَاحِلِ وِلَايَةِ أَريزونا الْأَمْرِيكِيَّةِ. أَرْسَلَ أحَدُّ رِجَالِ الشُّرْطَةِ رِسَالَةً مُزْعِجَةً بَيْنَما كَانَ يُرَاقِبُ الرِّيَاحَ الَّتي بَلَغَتْ سُرْعَتُها 150 ميلًا فِي السَّاعَةِ (241 كم/س تقريبًا) كَانَتْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ تَقُولُ: ”بِرَجَاءِ إِخْلَاءِ الْمَنْطِقَةِ، لَكِنْ إِنْ اخْتَرْتَ الْبَقَاءَ وَلَمْ نَتَمَكَّنْ مِنَ الْوصولِ إِليكَ، اكْتُبْ اسْمَكَ وَعُنْوَانَكَ وَرَقَمَ الضَّمَانِ الْاجْتِمَاعِيِّ الْخَاصِّ بِكَ وَاسْمَ أَقْرَبِ أَقْرِبَائِكَ (عَلى وَرَقَةٍ أَو بِطَاقَةٍ) وَضَعْهَا فِي كِيسٍ بِلاسْتِيكِيٍّ بِجَيْبِكَ. نُصَلِّي أَلَّا يَصِلَ الْأَمْرُ إِلى هذا الْحَدِّ“. كَانَتْ فِرَقُ الْإِنْقَاذِ تَعْلَمُ أَنَّهُ بِمُجَرَّدِ أَنْ يَضْرِبَ الْإِعْصَارُ لُورا الْيَابِسَةَ فَإِنَّهُ لَنْ يَكُونَ بِوِسْعِها سِوى الْوقوفُ عَاجِزَةً وَهِي تُشَاهِدُ الْمَسَارَ الْمُدَمِّرَ لِلْعَاصِفَةِ.
كُلَّمَا وَاجَهَ شَعْبُ الرَّبِّ (يَهْوَه) فِي الْعَهْدِ الْقَدِيمِ كَارِثَةً أَرْضِيَّةً أَو رُوحِيَّةً، كَانَتْ كَلِمَاتُ الرَّبِّ وَالْوَعْدِ بِحُضُورِهِ أَكْثَرَ تَأْكِيدًا وَرَجَاءً، رُغْمَ كُلِّ الدَّمَارِ. قَالَ (الرَّبُّ يَهوه) إِنَّهُ: ”قَدْ عَزَّى صِهْيَوْنَ. عَزَّى كُلَّ خِرَبِهَا، وَيَجْعَلُ بَرِّيَّتَهَا كَعَدْنٍ، وَبَادِيَتَهَا كَجَنَّةِ الرَّبِّ“ (إِشْعِياءُ 51: 3). وَالْأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الرَّبَّ (يَهْوه) كَانَ يُؤَكِّدُ لِشَعْبِهِ أَنَّ الْإِنْقَاذَ وَالْخَلاصَ سَيَأْتِي إِنْ هُمْ وَثَقوا بِهِ. قَالَ الرَّبُّ (يَهوه): ”إِنَّ السَّمَاوَاتِ كَالدُّخَانِ تَضْمَحِلُّ، … أَمَّا خَلاَصِي فَإِلَى الأَبَدِ يَكُونُ وَبِرِّي لاَ يُنْقَضُ“. مَهْمَا كَانَتْ الِأَضْرَارُ فَإِنَّ صَلَاحَهُ النِّهَائِيَّ نَحْوَهُم لَنْ يُنْقَضَ أَو يَزُولَ أَبَدًا.
لَا يَحْمِينا الرَّبُّ (دَائمًا) مِنَ الْمَصَاعِبِ وَالْمُشْكِلاتِ، لَكِنْ يَعِدُ بِأَنَّ شِفَاءَهُ (وَتَعْوِيضَهُ ) سَيَمْتَدُّ إِلى مَا هُوَ أَبْعَدُ مِنَ الْخَرَابِ (الْحَادِثِ).
– وِينْ كُولير