مَاذَا لَوْ كُنْتَ تَفْهَمُ مَا يَقُولُهُ كَلْبُكَ؟ الْيَومُ تَسْتَخْدِمُ تِّكْنُولُوجيا حَدِيثَةُ، خَاصِّيَّةً لِلتَّعَرُّفِ عَلى نبَاحِ الْكِلابِ لِلْمُسَاعَدَةِ فِي تَحْدِيدِ مَشَاعِرِهَا عِنْدَمَا تَنْبَح. تُفَسِّرُ أَطْوَاقٌ عَالِيَةُ التَّقَنِيَّةِ نبَاحَ الْكِلابِ بِاسْتِخْدَامِ بَيَانَاتٍ مُكَوَّنَةٍ مِنْ أَكْثَرِ مِنْ عَشْرَةِ آلافِ صَوتِ نبَاحٍ لِتَحْدِيدِ الْمَشَاعِرِ الَّتي يُعَبِّرُ عَنها الْكَلْبُ. وَعَلى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ الْأَطْوَاقَ لَا تُوَفِّرُ تَرْجَمَةً كَلَامِيَّةً إِلَّا أَنَّها تُعَزِّزُ تَفَاهُمًا أَقْوَى بَيْنَ الْحَيوانِ الْأَلِيفِ وَمَالِكِهِ.
اسْتَخْدَمَ الرَّبُّ (يَهوه) أَيْضًا حَيَوانًا لِلَفْتِ انْتِبَاهِ بِلْعَام. فَقَدْ أَعَدَّ بِلْعَامُ أتَانَه لِيُسَافِرَ إِلى مُوَآب اسْتِجَابَةً لِتَعْلِيمَاتِ اللهِ (إِيلوهِيم): ” اذْهَبْ … إِنَّمَا تَعْمَلُ الأَمْرَ الَّذِي أُكَلِّمُكَ بِهِ فَقَطْ“. تَوَقَّفَتْ الْأَتَانُ عِنْدَمَا رَأَتْ مَلاكَ الرَّبِّ (يَهْوَه) ”وَاقِفًا فِي الطَّرِيقِ وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ فِي يَدِهِ“، أمَا بِلْعَامَ فَلَمْ يَسْتَطِعْ رُؤْيَته (عَدَدُ 23). لِذَلك اسْتَمَرَّ بِلْعَامُ فِي مُحَاوَلَةِ السَّيرِ لِلْأَمَامِ، فَمَكَّنَ الرَّبُّ (يَهْوه) الْأَتَانَ مِنَ التَّحَدُّثِ بِكَلِمَاتٍ بَشَرِيةَّ.ٍ وَعِنْدَمَا انْفَتَحَتْ عَيْنا بِلْعَام أَخِيرًا عَلى الْخَطَرِ (الْمَاثِلِ أَمَامَهُ وَالْمُتَمَثِّلِ فِي وجُودِ مَلاكِ الرَّبِّ وَسَيْفِهِ) ”خَرَّ سَاجِدًا عَلَى وَجْهِهِ“ (عَدَدُ 31)، مُعْتَرِفًا بِنِيَّتِهِ الدَّاخِلِيَّةِ لِلْحُصولِ عَلى مُكَافَأَةٍ مَادِيَّةٍ لِيَلْعَنَ شَعْبَ الرَّبِّ عَلى عَكَسِ تَعْلِيماتِ اللهِ (الْأَعْدَادُ 15- 18، 37- 38). قَالَ: ”أَخْطَأْتُ. إِنِّي لَمْ أَعْلَمْ أَنَّكَ وَاقِفٌ تِلْقَائِي فِي الطَّرِيقِ“ (عَدَدُ 34).
فَلْنَعْمَلْ بِالتَّعْلِيماتِ الَّتي يُعْطِيها لَنا الرَّبُّ فِي صَفَحَاتِ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ بِإِرْشَادِ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَبِمَشُورَةِ (الْمُؤْمِنين) الْآخَرين الْحَكِيمَةِ، لَيْسَ حَسَبَ الظَّاهِرِ فَقَطْ لَكِنْ أَيْضًا مِنَ الدَّاخِلِ (بِكُلِّ قُلُوبِنا).
– كِيرستن هولمبرج