كَانَتْ سَارَّةُ عَلىَ جِدَارَ التَّسَلُّقِ، وِشَعرَت بالخَوفِ يَتَزَايَدُ عِنْدَمَا بَدَأَتْ أَصَابِعُها تَضْعُفُ وَقَبْضَتُها تَرتَخي مِنْ عَلى نُتُوءِ جِدَارِ التَّسَلُّقِ. تَسَاءَلَتْ: ”مَا مَدَى الصَّدْمَةِ الَّتي سَأَتَعَرَّضُ لَها إِنْ سَقَطْتُ؟“
لَكِنَّ الْمُدَرِّبَ اسْتَمَرَّ يُطَمْئِنُها و(يُشَجِّعُها) وَهُوَ وَاقِفٌ فِي الْأَسْفَلِ. بَيْنَمَا الشَّخْصُ الْمُمْسِكُ بِالطَّرَفِ الْآخَرِ مِنَ الْحَبْلِ الْمَرْبُوطِ بِقُوَّةٍ بِسَارَّة عَبْرَ بَكَرَةٍ كَبِيرَةٍ، وَالَّذي بِقُوَّتِهِ وَوَزْنِهِ سَيَحْمِلُها إِذا سَقَطَتْ (وَلَنْ تَتَعَرَّضَ لِلاصْطِدَامِ بِالْأَرْضِ)، أَخَذَ يَصِيحُ قَائِلًا: ”أَنَا أَثْقَلُ مِنكِ بِكَثيرٍ، أَفْلِتي قَبْضَتِكَ“.
لَقَدْ فَعَلْتْ ذَلِكَ وَأَفْلَتَتْ قَبْضَتَهَا، فَتَأَرْجَحَتْ فِي الْهَواءِ بِبَسَاطَةٍ بَعِيدًا عَنِ الْحَائِطِ وَتَدَلَّتْ بِأَمَانٍ.
أَعْطَتْ هَذِهِ الْحَادِثَةُ مَنْظُورًا جَدِيدًا لِسَارَّة عَنْ صُورَةِ الرَّبِّ (يَهوَه) فِي الْمَزْمُورِ 18: 2 ”الرَّبُّ (يَهوَه) صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي. إِلهِي صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي. تُرْسِي وَقَرْنُ خَلاَصِي وَمَلْجَإِي“. لَاحَظَتْ سَارَّةُ مُتَأَمِّلَةً: ”إِنَّ اللهَ (الْآبَ وَالابْنَ وَالرُّوحَ الْقُدُسَ) أَعْظَمُ (وَأَثْقَلُ) مِنْ كُلِّ مَشَاكِلِي، وَيُمْكِنُنِي تَرْكُ هُمُومِي وَمَخَاوِفِي، وَهُوَ سَيُمْسِكُ بِي“.
تَغَنَّى الْمَلِكُ دَاودُ بِكَلِمَاتِ الْمَزْمُورِ 18 بَعْدَمَا أَنْقَذَهُ الرَّبُّ (يَهوَه) ”مِنْ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ … مِنْ (عَدُوّه) الْقَوِيِّ، وَمِنْ مُبْغِضِيهِ“ الْأَقْوياءِ الَّذين يَتَطَلَّعُونَ إِلى إِصَابَتِهِ وَتَدْمِيرِهِ فِي يَومِ بَلِيَّتِهِ (الْأَعْدَادِ 16- 18). لَقَدْ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يُمْكِنُهُ الثِّقَةُ فِي مُخَلِّصِهِ الْقَادِرِ عَلى كُلِّ شَيءٍ وَأَنَّ الرَّبَّ (يَهوَه) كَانَ يُمْسِكُ بِهِ بِقُوَّةٍ، حَتَّى لَو لَمْ تَخْتَفِ مُشْكِلاتُهُ.
– لِيزلي كوه