احْتَشَدَ الْمَئَاتُ مِنَ الضُّيُوفِ فِي قَاعَةٍ ذَهَبِيَّةٍ لِلْاحْتِفَالِ بِالذِّكْرَى السَّنَوِيَّةِ الْخَمْسِين لِمُنَظَّمَةٍ غَيرِ هَادِفَةِ للرُّبحِ، وَتَكْريمِ الْأَشْخَاصِ الَّذين جَعَلَوا ذَلِكَ مُمْكِنًا (اسْتِمَرارُ الْمُنَظَّمَةِ وَإِقَامَةُ الاحْتِفَالِ)، وَخَاصَّةً الَّذين شَارَكُوا لِعُقُودٍ مِنَ الزَّمَنِ. شَارَكَ أَحَّدُ الْأَعْضَاءِ الْمُؤَسِّسِين بِامْتِنَانٍ عَنْ كَيفَ أَنَّهُ بِالرُّغْمِ مِنْ آلافِ السَّاعَاتِ الَّتي تَطَوَّعَ بِهَا الْمُتَطَوِّعونَ وَمَلايِين الدُّولَارَاتِ الْمَمْنُوحَةِ لَهُمْ إِلَّا أَنَّهُم لَمْ يَكُنْ لِيَنْجَحُوا بِدُونِ اللهِ (الْآبِ وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ). وَكَرَّرَ لَمْ تَزْدَهِرْ الْمُنَظَّمَةُ بِسَبَبِ الجُّهُودِ الْبَشَرِيَّةِ، رُغْمَ وُجُودِ الْكَثيرِ مِنْهَا، لَكِنْ لِأَنَّ اللهَ (الآبَ وَالابْنَ وَالرُّوحَ الْقُدُسَ) وَفَّرَ لَهم مَا يَحْتَاجُونَ إِليهِ.

أَدْرَكَ دَانْيَالُ أَهَمِّيَّةَ إِرْجَاعِ فَضْلِ وُجُودِ الْمَواهِبِ الصَّالِحَةِ إِلى اللهِ (إِلَهُ السَّمَاءِ إِيلوهِيم). فَعِنْدَمَا حَلَمَ الْمَلِكُ نَبُوخَذْ نَصَّر حلْمًا عَنِ الْمُسْتَقْبَلِ، دَعا كُلَّ حُكَمَاءِ بَابِل لِإِعَادَةِ سَرْدِ حِلْمِهِ ثُمَّ تَفْسِيرِهِ. خَافَ الْحُكَمَاءُ (الْمَجُوسُ وَالسَّحَرَةُ وَالْعَرَّافُونَ وَالْكَلْدَانِيُّونَ) وَأُصِيبوا بِالذُّعْرِ وَاعْتَرَضُوا قَائِلين إِنَّهُ لَا يُوجَدُ أَحَدٌّ عَلى الْأَرْضِ يُمْكِنُهُ فَعْلُ مَا يَطْلُبُهُ الْمَلِكُ، لِأَنَّ ذَلِكَ يَتَطَلَّبُ قُوَّةً خَارِقَةً (مَوجُودَةً فَقَطْ لَدى الْآلِهَةِ) (دَانْيالُ 2: 10- 11). وَافَقَ النَّبِيُّ دَانْيَالُ عَلى ذَلِكَ قَائِلًا: ”السِّرُّ الَّذِي طَلَبَهُ الْمَلِكُ لاَ تَقْدِرُ الْحُكَمَاءُ وَلاَ السَّحَرَةُ وَلاَ الْمَجُوسُ وَلاَ الْمُنَجِّمُونَ عَلَى أَنْ يُبَيِّنُوهُ لِلْمَلِكِ. لكِنْ يُوجَدُ إِلهٌ فِي السَّمَاوَاتِ كَاشِفُ الأَسْرَارِ“ (الْعَدَدَانُ 27- 28). طَلَبَ دَانْيَالُ مِنَ اللهِ (إِلَهُ آبَائِهِ إِيلُوهيم) أَنْ يَكْشِفَ لَهُ الْحُلُمَ، وَعِنْدَمَا اسْتَجَابَ لِصَلاتِهِ، كَانَ مُتَّضِعًا وَمُسْرِعًا فِي إِرْجَاعِ فَضْلِ التَّفْسيرِ لِإِلَهِهِ الْعَظِيمِ وَلَيسَ لِحِكْمَتِهِ الشَّخْصِيَّةِ (الْعَدَدَان 30، 45).

جَيِّدٌ وَصَحِيحٌ الاحْتِفَالُ بِالْإِنْجَازَاتِ، لَكِنْ فِي نَفْسِ الْوَقْتِ عَلَينا إِعْطَاءُ الْمَجْدِ للهِ (الآبِ وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ). إِن الْأَشْيَاءَ وَالْأُمُورَ الَّتي تَسْتَحِقُّ الثَّنَاءَ يُمْكِنُ إِرْجَاعُ الْفَضْلِ مِنْ بِدَايَتِها إِليهِ.

  – كَاريِن بِيمبو