كَانَ مَانْويل مُتَأَخِّرًا عَنِ (الاجْتِمَاعِ فِي) الْكَنِيسَةِ، (أَعَاقَهُ) تَوَقُّفُهُ فِي إِشَارَةِ الْمُرورِ الْحَمْرَاءِ. وَبَيْنَمَا كَانَ يَنْتَظِرُ بِفَارِغِ الصَّبْرِ (تَغَيُّرَ إِشَارَةِ الْمُرورِ لِلسَّمَاحِ لَهُ بِالسَّيرِ)، لَاحَظَتْ ابْنَتُهُ سَائِقَةً عَالِقَةً فِي زَحْمَةِ الْمُرورِ تُحَاوِلُ إِصْلَاحَ إِطَارِ(سَيَّارَتِها). فَقَالَتْ: ”أَبِي أَنْتَ مَاهِرٌ فِي تَغْييرِ الْإِطَارَاتِ. يَجِبُ أَنْ تُسَاعِدَهَا“. مَعَ أَنَّ مَانْويل كَانَ سَيَتَأَخَّرُ الآنَ كَثِيرًا، لَكِنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّ هَذَا مَوْعِدَ لِقَاءٍ إِلَهِيٍّ، فَتَوَقَّفَ لِتَقْدِيمِ الْمُسَاعَدَةِ، حَتَّى أَنَّهُ دَعَا السَّائِقَةَ لِلْكَنِيسَةِ.

وَاجَهَ بُولُسُ وَسِيلا مُقَاطَعَةً لِخِدْمَتِهِما فِي سِفْرِ أَعْمَالِ الرُّسُلِ 16. فَقَدْ وَاجَهَا جَارِيَةً بِها رُوحُ عِرَافَةٍ ظَلَّتْ تَصْرُخُ (وَتُخْبِرُ عَنْهُمَا) (عَدَدُ 17). تَجَاهَلَهَا بُولُسُ لِعِدَّةِ أَيَّامٍ، لَكِنَّهُ انْزَعَجَ أَخِيرًا ”وَالْتَفَتَ إِلَى الرُّوحِ وَقَالَ: أَنَا آمُرُكَ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا!“ (عَدَدُ 18).

لَقَدْ اخْتَارَ الرَّسُولُ بُولُسُ أَنْ يَخْدُمَ الْآخَرين (بِالْكِرَازَةِ) حَتَّى عِنْدَمَا كَانَ الْأَمْرُ غَيْرَ مُلَائِمٍ. وَعِنْدَمَا حَرَّرَ الجَّارِيَةَ مِنْ رُوحِ الْعِرَافَةِ أَصْبَحَ الْأَمْرُ أَكْثَرَ تَعْقِيدًا. لِأَنَّ أَصْحَابَها خَسِروا فُرْصَةَ كَسْبِ الْمَالِ عَنْ طَريقِها (بِسَبَبِ خُروجِ رُوحِ الْعِرَافَةِ مِنْها) (عَدَدُ 19)، لِذَلِكَ ”أَمْسَكُوا بُولُسَ وَسِيلاَ وَجَرُّوهُمَا إِلَى السُّوقِ إِلَى الْحُكَّامِ“ (عَدَدُ 19). ثُمَّ تَعَرَّضَا للضَّرْبِ وَسُجِنَا دُونَ مُحَاكَمَةٍ (الْأَعْدَادُ 22- 24).

خِدْمَةُ الْمَسِيحِ لَها ثَمَنٌ. قَالَ الرَّبُّ يَسوعُ لِتَلَامِيذِهِ إِنَّ عَلَيهم حَمْلَ صَلِيبِهم وَاتِّبَاعَهُ (مَتَّى 10: 38). هَذا هُوَ طَريقُ الرَّبِّ يَسوع: سَنَتَعَرَّضُ لِلْمُقَاطَعَةِ وَأَحْيَانًا سَنَتَأَلَّمُ مِثْلُ مُخَلِّصِنَا. إِنَّهُ يَدْعُونا لِقُبُولِ الْمُقَاطَعَاتِ غَيرِ الْمُتَوَقَّعَةِ. كَيفَ سَيَكُونُ رَدُّ فِعْلِك عِنْدَمَا تَأْتِي (الْمُقَاطَعَاتُ)؟

– مَاتْ لُوكاس