انْطَلَقَ ثَلاثَةُ مُرَاهِقِين مُفْعَمين بِالْحَيَوِيَّةِ مَعَ عَمِّهم فِرانك وَهُوَ مِنْ هُوَاةِ اسْتِكْشَافِ الْكُهوفِ الْمُخَضْرَمِين، فِي نِظَامِ أَنْفَاقٍ تَحْتَ الْأَرْضِ مُرْتَبِطٍ بِـ كَهْفِ الْمَامُوثِ. كَانَ فِرانك يَعْرِفُ الْأَمَاكِنَ الزَّلِقَةَ وَالْخَطِرَةَ وَيُنَادِي الثَّلَاثَةَ بِاسْتِمْرَارٍ قَائِلًا: ”اتَّجِهوا فِي هَذِهِ الطَّريقِ!“ مَعَ ذَلِكَ كَانوا يَبْتَعِدونَ عَنْهُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.

قَرَّرَ الْعَمُّ فِرانك أَنْ يَصْمُتَ وَأَطْفأَ الْمِصْبَاحَ الَّذي عَلى رَأْسِهِ. سُرْعَانَ مَا أَدْرَكَ الْأَوْلَادُ أَنَّهم فَقَدُوا مُرْشِدَهُم، فَنَادُوا عَلَيهِ بِصَوتٍ عَالٍ وَهُم مَذْعُورون، لَكِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ رَدٌّ. أَخِيرًا رَأُوا (نُورَ) مِصْبَاحِ رَأْسِهِ ُيِضيءُ مِنْ عَلى بُعْدٍ، فَشَعَرُوا عَلى الْفَورِ بِارْتِيَاحٍ وَسَلامٍ! وَأَصْبَحُوا مُسْتَعِدِّين لاتِّباعِ مُرْشِدِهِم.

تُشَكِّلُ هَذِهِ الْقِصَّةُ الْحَقِيقِيَّةُ مِثَالًا مُنَاسِبًا لِلطَّرِيقَةِ الَّتي يُمْكِنُنَا مِنْ خِلالِها التَّعَامُلُ مَعَ عَطِيَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ. تُغْرِينا الانْعِطَافَاتُ بِالابْتِعَادِ عَنِ الصَّوتِ الَّذي يَدْعُونَا لاتِّبَاعِ شَخْصِ (الرَّبِّ يَسوع) الَّذي قَالَ: اتْبَعْنِي (مَتَّى 16: 24). هَذا الصَّوتُ هُوَ صَوْتُ الرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذي يَسْكُنُ دَاخِلَ كُلِّ وَلَدٍ مِنْ أَوْلادٍ اللهِ (الآبِ) (أَعْمَالُ الرُّسُلِ 2: 38- 39).

لَنْ يَتَخَلَّى عَنَّا رُوحُ اللهِ (الآبِ وَالابْنِ) أَبَدًا، لَكِنْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَجَاهَلَهُ. يُحَذِّرُنا الرَّسُولُ بُولُسُ قَائِلًا: ”لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ“ (تَسَالُونِيكي الْأُوَلى 5: 19). بَلْ ”افْرَحُوا كُلَّ حِينٍ. صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ. اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ“ (الْأَعْدَادُ 16- 18). عِنْدَمَا نَفْعَلُ ذَلِكَ نَبْقَى قَريبِين مِنْ مُرْشِدِنَا ”إِلهِ السَّلاَمِ“ الَّذي يُمْكِنُهُ حِفْظُ أَرْوَاحِنَا وَنُفُوسِنَا وَأَجْسَادِنَا كَامِلةً ”بِلاَ لَوْمٍ“ (عَدَدُ 23). لَيْسَتْ أَعْمَالُنَا هِي الَّتي تَفْعَلُ ذَلِكَ، بَلْ عَمَلُهُ هُوَ، مِثْلَمَا يُذَكِّرُنَا الرَّسُولُ بُولُسُ قَائِلًا: ”أَمِينٌ هُوَ الَّذِي يَدْعُوكُمُ الَّذِي سَيَفْعَلُ أَيْضًا“ (عَدَدُ 24).

– تِيم جُوسْتَافِسون