اشْتَهَرَتْ لِيْتي الَّتي تَعْمَلُ كَعَامِلَةِ نَظَافَةٍ فِي مَبْنَي إِدَاري بِخَطَوَاتِها السَّرِيعَةِ جِدًّا. وَِبِذَلِكَ كَانَ يُمْكِنُهَا تَجَنُّبُ النَّاسِ بِسُهُولَةٍ. وَلِأَنَّها مَجْرُوحَةٌ بِسَبَبِ الْفَقْرِ وَمُعْتَادَةٌ عَلى التَّعَرُّضِ لِلازْدِرَاءِ، فَقَدْ كَانَتْ تَمُرُّ أَمَامَ الْآخَرين وَتُغْطِي جُزْءًا مِنْ وَجْهِهِا بِيَدِهَا بِشَكْلٍ لَا إِرَادِيٍّ. كَانَ شُعُورُهَا بِالْعَارِ وَاضِحًا بِعُمْقٍ فِي كَلِمَاتِها لِأَنَّها لَمْ تَكُنْ ”مِثْلَ النَّاسِ الْعَادِيِّين الْمُتَعَلِّمِين“. بَدَأَتْ لِيتِي تَتَعَافَى عِنْدَمَا مَدَّتْ امْرَأَةٌ زَمِيلَةٌ لَهَا فِي الْعَمَلِ يَدَ الصَّدَاقَةِ.

عَانَى رَجُلٌ مُصَابٌ بِالجُّذَامِ (الْبَرَصِ) مِنَ الشُّعُورِ بِالْعَارِ رُبَّمَا أَكْثَرْ مِنْ لِيتي. لَقَدْ جَعَلَهُ مَرَضَهُ مُثِيرًا لِلاشْمِئْزَازِ وَنَجِسًا وِفْقًا لِنَامُوسِ مُوسَى، وَمَعْزِولًا عَنِ الْمُجْتَمَعِ. لَمْ تَكُنْ جِرَاحُ الرَّجُلِ جَسَدِيَّةً فَقَطْ، بَلْ كَانَتْ نَفْسِيَّةً وَرُوحِيَّةً أَيْضًا. اقْتَرَبَ هَذا الْأَبْرَصُ بِمَرَضِهِ مِنَ الْمَسيحِ وَتَوَسَّلَ إِليهِ جَاثِيًا وَقَائِلًا: ”إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي“ (مُرْقُس 1: 40). كَانَ يَقُولُ: أَبْرِئْنِي وَأَزِلْ عَارِي أَيْضًا.

لَمْ يُبدِ الرَّبُّ يَسوع (يَهْوَشُوع) اشْمِئْزَازًا، بَلْ تَحَنُّنًا ”وَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ وَقَالَ لَهُ: أُرِيدُ، فَاطْهُرْ!“ (عَدَدُ 14). مِثْلُ يَدِ الصَّدَاقَةِ الَّتي امْتَدَّتْ إِلى لِيتي مِنْ قِبَلِ زَمِيلَتِها، كَانَتْ لَفْتَةُ الرَّبِّ يَسوع (يَهْوَشُوع) تُعَبِّرُ عَنْ كُلِّ مَا عَانَاهُ الرَّجُلُ، وَعَنْ قُبُولِ الرَّبِّ لَهُ بِالرَّغْمِ مِنْ كُلِّ شَيءٍ.

قَدْ نَمْضِي فِي هَذَا الْعَالَمِ وَنَحْنُ نُخْفِي مَا نَشْعُرُ بِأَنَّهُ (قَدْ) يَفْصِلُنَا وَيَعْزِلُنا عَنِ ”الْأَشْخَاصِ الْعَادِيِّين الْمُتَعَلِّمِين حَسَنِي الْمَظْهَرِ وَالشَّكْلِ“. فَلْنَسْمَحْ لِلرَّبِّ يَسوع (يَهْوَشُوع) بِأَنْ يَلْمِسَنَا وَيَفْدِينَا مِنَ الْأُمُورِ وَالْأَشْيَاءِ الَّتي تَجْعَلُنَا نَشْعُرُ بِالْعَارِ وَالْخُزِيِ. وَلْنَعْرِفْ بأَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ (الْآبِ) مَقْبُولُونَ وَمَحْبُوبُونَ.

– كَارِين هوانج