كَانَ احْتفالُ رُوزي بِعِيدِ مِيلادِهَا لَا يُنسَى. الْطَعَامُ كَانَ لَذِيذًا وَالْمُزَاحُ عَلى الْمَائِدَةِ مُمْتِعًا وَوجودُ حَفِيدِها كَانَ زِينَةَ الْاحْتِفَالِ! لَكِنَّ كُلَّ تِلْكَ الْأُمُورِ الجَّمِيلَةِ خَفَتَتْ أَمَامَ إِشَادَةِ وَلَدَيْهَا بِها. فَعَلى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ زَوَاجَ رُوزي لَمْ يَدُمْ طَويلًا، إِلَّا أَنَّ مَهَارَاتِها الاسْتِثْنَائِيَّةِ كَأُمٍّ بِمُفْرَدِهَا تَرَكَتْ تَأْثِيرًا كَبِيرًا عَلى ابْنَيْهَا. عَكَسَتْ إِشَادَتُهُمَا بِها مَا فَعَلَتْهُ مَعَهُمَا وَكَيفَ قَامَتْ بِكُلِّ مَا فِي وِسْعِهَا لِتَلْبِيَةِ احْتِيَاجَاتِهِمَا. وَصَفَهَا ابْنُهَا الْأَصْغَرُ بِأَفْضَلِ وَصْفٍ أَمَامَ (الْحَاضِرين) قَائِلًا: ”إِنَّهَا امْرَأَةٌ تَقِيَّةٌ تَخَافُ اللهَ (الْآبَ وَالابْنَ وَالرُّوحَ الْقُدُس)“.
يَرَى الْقُرَّاءُ فِي سِفْرِ الْأَمْثَالِ 31: 10- 31 كَيفَ تَبْدُو الْحِكْمَةُ الْعَامِلَةُ (لِلْمَرْأَةِ) الَّتي تَهَابُ الرَّبَّ فِي الْبِيتِ. إِنَّ خَوفَ (اتِّقَاءَ) الرَّبِّ (يَهوَه) (عَدَدُ 30)، الَّذي يَعْنِي تَوْقِيرَهُ وَمَهَابَتَهُ، تَدْفَعُ الْمَرْءَ لِأَنْ يَكُونَ جَدِيرًا بِالثِّقَةِ (الْأَعْدَادُ 13- 19). بَيْنَمَا تَتَبَنَّى الْمَرْأَةُ الْحَكِيمَةُ وَتَهْتَمُّ بِبَيْتِهَا أَوَّلًا (الْأَعْدَادُ 21- 28)، إِلَّا أَنَّ ذَلِكَ لَا يَعْنِي الْاهْتِمَامَ بِبَيْتِهَا فَقَطْ. لِأَنَّ تَلْبِيَةَ حَاجَةِ الْغُرَبَاءِ تَحْظَى بِاهْتِمَامِهَا أَيْضًا (عَدَدُ 20).
مِثْلُ رُوزي فَإِنَّ أَسَالِيبَ حَيَاةِ النِّسَاءِ التَّقِيَّاتِ خَائِفَاتِ الرَّبِّ لَا تَمْضِي دُونَ أَنْ يُلَاحِظَهَا أَحَدٌّ، وَخَاصَّةً بِالنِّسْبَةِ لِلْذَيِنَ يَعِيشونَ مَعَهُن (عَدَدُ 28). لَيْسَ مِنَ الْمُسْتَغْرَبِ أَنْ يُشِيدَ بِهُنَّ الْمُقَرَّبُونَ إِلَيْهِن. هَلْ تُريدُ أَنْ تَكُونَ تَابِعًا لِلرَّبِّ يَسوع تَتَّقِي وَتَخَافَ اللهَ (الْآبَ)؟ لِمَاذَا لَا تَطْلُب الْمَعُونَةَ مِنَ اللهِ (الْآبِ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ)؟ لَا تَتَفَاجَأْ عِنْدَمَا تُسْتَجَابُ صَلَوَاتُكَ، حَتَّى فِي أَكْثَرِ الظُّروفِ تَحَدِّيًا.
– آرثر جاكسون