فِي كُلِّ خَريفٍ مِنْ مَرْحَلَةِ شَبَابِيِّ، كَانَتْ جَدَّتِي تَحْصَلُ عَلى كَتَالُوج ”جِيهِ. سِي. بِيني“ لِهَدَايَا عِيدِ الْمِيلادِ. كُنْتُ أَحْمِلُ هَذا الْكَتَالُوج بِحَمَاسَةٍ وَبَهْجَةٍ لِأَتَأَمَّلُ صُورَهُ الرَّائِعَةَ.

 

فِي الْأَيَّامِ الْحَالِيَةِ تَظْهَرُ هَذِهِ الصُّوَرُ (لِلْهَدَايَا وَالْأَشْيَاءِ) عَلى هَوَاتِفْنَا الذَّكِيَّةِ يَومِيًّا، وَهِيَ تُمَثِّلُ لَنَا بِطَرِيقَةٍ مَنْهَجِيَّةٍ، آمَالَ وَأَحْلَامَ (الْحُصُولِ عَلى هَذِهِ الْأَشْيَاءِ)، مُفَصَّلَةً وَمُصَمَّمَةً خِصِّيصًا لَنا. يَسْهُلُ لَنا أَنْ نَتِيهَ فِيها (بِجَذْبِها لَنَا وَاسْتِحْوَاذِهَا عَلى عُقُولِنَا وَآمَالِنَا وَأَحْلَامِنَا). أَطْلَقَ الْخُبَرَاءُ مُؤَخَّرًا عَلى هَذِهِ الظَّاهِرَةِ الرَّقَمِيَّةِ عِبَارَةَ ”اسْتِعْرَاضِ الْأَحْلَامِ“ (تَصَفُّحِ الانْتِرْنِتِ وَالرَّغْبَةِ فِي الْحُصولِ عَلى الْأَشْيَاءِ الْمُعْلَنِ عَنْها). يُشِيرُ اسْتِطْلَاعٌ أَجْرَتْهُ وان-بول إِلى أَنَّ مُتَوَسِّطَ قَضَاءِ مُسْتَخْدِمِيِّ الْهَوَاتِفِ الذَّكِيَّةِ فِي الْوِلَايَاتِ الْمُتَّحِدَةِ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ سَاعَتَينِ يَومِيًا فِي ”اسْتِعْرَاضِ الْأَحْلَامِ“ (مِنْ خِلالِ تَصَفُّحِ الْأنْتِرنِتْ وَالْإِعْلانَاتِ عَنِ الْأَشْيَاءِ وَصُوَرِها)! الْصُوَرُ الَّتي تُغْوي قُلُوبَنا، تَدْعُونَا إِلى الْوثُوقِ وَالتَّصْدِيقِ بِأَنَّنَا لَو حَصَلْنَا عَلى هَذا الشَّيءِ (أَو عَلَى الْأَشْيَاءِ الْمُعْلَنِ عَنْها)، كُلَّ شَيءٍ سَيكون جَيِّدًا.

 

عَلى الْعَكْسِ يَدْعُونَا الْكِتَابُ الْمُقَدَّسُ إِلى التَّخَلِّي عَنِ التَّمَسُّكِ بِالْأَشْيَاءِ الْمَادِيَّةِ بِكَامِلِ إِرَادَتِنَا وَاخْتِيَارِنَا. نَقْرَأُ فِي رِسَالَةِ الرَّسُولِ بُطْرُس الْأُولى 1: 3- 4: ”مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ“. يُقَارِنُ الرَّسُولُ بُطْرُسُ بَيْنَ شَوْقِنَا لِلْأُمُورِ وَالْأَشْيَاءِ الدِّنْيَاوِيَّةِ الْمُؤَقَّتَةِ، وَالْوَعْدِ بِأَمْرٍ وَشَيءٍ يُشْبِعُنَا وَيُرْضِينَا: وَضْعُ رَجَائِنَا (وَأَحْلَامِنَا) فِي نِعْمَةِ اللهِ. وَأَضَافَ لَاحِقًا: ”أَلْقُوا رَجَاءَكُمْ بِالتَّمَامِ عَلَى النِّعْمَةِ الَّتِي يُؤْتَى بِهَا إِلَيْكُمْ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ“ (عَدَدُ 13).

 

الْحَقِيقَةُ؟ هِي أَنَّنِي مِنْ هِوَاةِ اسْتِعْرَاضِ الْأَحْلامِ (تَصَفُّحِ الْأنْترنتِ وَمُشَاهَدَةِ صُوَرِ الْأَشْيَاءِ). لَكِنَّنِي أَطْلُبُ مِنَ اللهِ (الْآبِ وَالابْنِ) أَنْ يُسَاعِدني (بِالرُّوحِ الْقُدُسِ) عَلى أَنْ أَتَعَلَّمَ بِالتَّدْرِيجِ الاعْتِمَادَ عَلى رَجَائِهِ الْأَكْبَرِ، وَوَضْعِ رَغْبَتِي بِالَكَامِلِ فِيهِ.

 

– آدم آر. هولز