هَلْ شَعَرْتَ مِنْ قَبْلٍ بِأَنَّكَ مُخَادِعٌ؟ (إِنْ كُنْتَ قَدْ شَعَرْتَ بِذَلِكَ فَأَنْتَ) لَسْتَ بِمُفْرَدِكِ! فِي أَوَاخِرِ سَبْعِيناتِ الْقَرْنِ الْعَشْرِينِ، عَرَّفَ بَاحِثَانُ ”مُتَلَازِمَةَ الْمُخَادِعِ“ بِأَنَّها الْحَالَةِ الَّتي يَشِكُّ فِيها الشَّخْصُ فِي مَهَارَاتِهِ أَو مَوَاهِبِهِ وَقُدْرَاتِهِ، وَيَرى نَفْسَهُ بِأَنَّهُ مُخَادِعٌ. حَتَّى الْأَشْخَاصَ النَّاجِحُون وَالْأَذْكِياءَ يُصَارِعُون مَعَ شُعُورِهِم

بِعَدَمِ الْكَفَاءَةِ، وَيَخْشُون مِنْ أَنَّهُ إِذَا اخْتَرَقَ شَخَصٌ صُورَتَهُمْ الْخَارِجِيَّةَ فَسَيَكْتَشِفُ مَدَى جَهْلِهِم (وَنَقْصِهِم).

 

يَحُثُّ الرَّسُولُ بُولُسُ أَهْلَ كَنِيسَةِ رُومْيَة فِي الْقَرْنِ الْأَوَّلِ عَلى أَنْ يَكُونُوا مُتَوَاضِعِين، قَائِلًا: ”لاَ يَرْتَئِيَ (أَحَدٌّ) فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ“ (رُومْيَة 12: 3). نَحْنُ نَفْهَمُ أَهَمِّيَّةَ عَدَمِ التَّضْخِيمِ فِي قُدُرَاتِنَا. لَكِنْ عِنْدَمَا نَشُكُّ فِي قِيمَتِنَا، نُبَالِغُ فِي الْأَمْرِ (بِشَكْلٍ سَلْبِيٍّ) وَنَحْرِمُ (أَنْفُسَنَا وَ) الْآخَرين مِنَ الْمَواهِبِ الَّتي يُريِدُ اللهُ (الْآبُ وَالابْنُ) اسْتِخْدَامُها (بِالرُّوحِ الْقُدُسِ) لِخِدْمَتِهِ. إِنَّ التَّفْكِيرَ فِي أَنْفُسِنَا بِتَعَقُّلٍ (عَدَدُ 3) هُوَ تَقْدِيرٌ وَاقِعِيٌّ لِمَا نُقَدِّمُهُ. يَحُثُّنَا الرَّسُولُ بُولُسُ عَلى أَنْ نَهْزِمَ تَرَدُّدَنَا وَنَقْبَلَ مَا نَحْنُ عَلَيهِ ”كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَارًا مِنَ الإِيمَانِ“ (عَدَدُ 3). يُمْكِنُنَا بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ بِنَاءُ جَسَدِ الرَّبِّ مِنَ الْمُؤْمِنين (الْأَعْدَادُ 4- 8).

 

فَلْنَقْبَلْ الْمَوَاهِبَ الَّتي يَضَعُهَا اللهُ (الْآبُ وَالابْنُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ) فِينَا، بَدَلًا مِنَ الْحَطِّ مِنْ قِيمَةِ تَقْدِمَاتِنَا وَمُسَاهَمَاتِنَا بِمُتَلَازِمَةِ الْخِدَاعِ (وَالشَّكِّ بِالنَّفْسِ). يُمْكِنُنَا مِنْ خِلالِ قُبُولِ نِعَْمَةِ الرَّبِّ بِامْتِنَانٍ، عَدَمُ الْمَبَالَغَةِ فِي تَقْدِيرِ أَنْفُسِنَا أَو فِي احْتِقَارِهَا. عِنْدَمَا نَفْعَلُ ذَلِكَ نُسِرُّ أَبَانَا (السَّمَاوِيَّ) وَنَبْنِي جَسَدَ الْمَسيحِ مِنَ الْمُؤْمِنين.

 

– إِلِيسَّا مُورْجَان