رتَّبتُ رحلةً ميدانيَّةً بصفتي قائدًا للطُّلابِ إلى مضمارِ الحواجزِ (العقباتِ). ووجَّهنا الطُّلابَ لارتداءِ مُعدَّاتِالسَّلامةِ وتسلُّقِ جدارٍ طولَهُ ثمانيةَ أقدامٍ (2.44 متر تقريبًا). شجَّعَ الَّذين تسلَّقوا الجِّدارَ أوَّلًا الآخرينَ على الثِّقةِفي حزامِ السَّلامةِ وتَسَلُّقِ الجِّدارِ دونَ النَّظرِ إلى الأسفلِ. قالتْ إحدى الطَّالباتِ وهي تُحدِّقُ في الحاجزِ ونحنُنُثبِّتُ الحزامَ حولَ وسطِها: ”لا يُمكِنُني القيامُ بذلكَ أبدًا“. فقُمنا بتشجيعِها ونحنُ نؤكِّدُ لها على قُوَّةِ مُعدَّاتِالسَّلامةِ وهتفنا لها وهي تتقدَّمُ لتسلُّقِ الجِّدارِ.

عندما نواجهُ مشكلاتٍ يبدو من المستحيلِ التَّغلُّبُ عليها، يُمكِنُ أن يؤدِّي الخوفُ وعدمُ الشُّعورِ بالأمانِ إلى إثارةِالشُّكوكِ في داخِلنا. يخلُقُ التَّأكيدُ على قُدرةِ اللهِ وصلاحِهِ وأمانتِهِ غيرِ المُتغيِّرةِ ثقةً كبيرةً (مثلَ حزامِ الأمانِ الَّذييُعطي الثِّقةَ أثناءَ التَّسلُّقِ). غذَّى هذا التَّأكيدُ شجاعةَ قديسي العهدِ القديمِ، الَّذين أثبتوا بأنَّ الإيمانَ أقوى منحاجتِنا إلى معرفةِ تفاصيلِ خطَّةِ اللهِ (العبرانيِّين 11: 1- 3، 39). بالاقتناعِ نطلبُ اللهَ بجدِّيَّةٍ، وعادةً ما نكونُبمفردِنا عندما نفعلُ ذلكَ (لأنَّ مُعظمَ النَّاسِ لا يؤمنون ولا يعتمدونَ كُليًّا على اللهِ). يُمكِنُنا تعديلُ الطَّريقةِ الَّتينتعاملُ بها مع تحدياتِنا برؤيةِ الظُّروفِ بمنظورٍ أبديٍّ، ونحنُ عالمونَ بأنَّ تجاربَنا وقتيَّةً (الأعداد 13- 16).

إنَّ التَّركيزَ على الطُّرقِ الصَّعبةِ والحواجزِ العاليةِ الَّتي نحتاجُ إلى اجتيازِها في هذه الحياةِ يمكنُهُ أن يمنعنا منالإيمانِ بأنَّ اللهَ سيجعلُنا نعبرُها. لكن من خلالِ معرفةِ أنَّه معنا تتبدلُ شكوكُنا بالإيمانِ والثقةِ بمعونةِ اللهِ لناللتَّغلُّبِ على العقباتِ الَّتي كانتْ تبدو مستحيلةً.

– سوتشيل ديكسون