في بعضِ الأحيانِ تفاجئُنا كلماتُ الأطفالِ وتُدخِلُنا إلى فهمٍ أعمق لحقِّ اللهِ. في إحدى الأُمسياتِ عندما كانتْ ابنتي صغيرةً، أخبرتُها عن أحَّدِ أعظمِ أسرارِ الإيمانِ المسيحيِّ: وهي أنَّ اللهَ من خلالِ ابنهِ والرُّوحِ القُدسِ يحلُّ ويسكنُ في أبنائِهِ. وعندما وضعتُها في الفراشِ قلتُ لها إنَّ يسوعَ معها وفيها. فسألتْ: ”هل هو في بطني؟“ أجبتُ: ”حسنٌ، أنتِ لمْ تبتلعيهِ، لكنَّهُ هنا معَكِ“.

جعلتني ترجمةُ ابنتي الحرفيَّةِ لوجودِ يسوع في بطنِها، أتوقَّفُ وأُفكِّرُ كيفَ دخلَ يسوعُ وأقامَ في داخلي عندما طلبتُ منهُ أن يكونَ مُخلِّصي.

أشارَ الرَّسولُ بولس إلى هذا السِّرِ عندما صلَّى لكي يُقوِّي الرُّوحُ القدس المؤمنينَ في أفسس حتَّى ”يَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي (قُلُوبِهم)“ (أفسس 3: 17). بوجودِ يسوع في قلوبِهم يُمكِنُهم فهمُ عُمقِ محبَّتِهِ لهم. ويُمكِنُهم أن ينضجوا في إيمانِهم بقوَّةِ تلكَ المحبَّةِ ويُحبُّونَ الآخرين ويُخبرونَهم بالحقِّ بتواضُعٍ ووداعةٍ وحُبٍّ.

يعني حلولُ يسوع وسُكناه في أتباعِهِ، أنَّ محبَّتَهُ لن تُفارِقَ أبدًا الَّذين يقبلونَهُ في حياتِهم. إنَّ محبَّتَهُ فائقة المعرفةِ (تفوقُ إدراكَنا) تُجذِّرُنا وتُثبِّتُنا فيه وتُساعِدُنا على فهمِ مدى عُمقِ محبَّتِهِ لنا.

يُمكِنُ للكلماتِ المكتوبةِ للأطفالِ أن تُعبِّرَ عن ذلكَ بأفضلِ طريقةٍ: ”نعمْ يسوعُ يُحبُّني!“

– إيمي بوشر باي