سجَّلَ عالمُ الأنثروبولوجيا (عِلمُ دارسةِ المُجتمعاتِ والحضاراتِ وتطُّورِها) في كتابهِ ”البشريَّةِ العالميَّةِ“ أكثرَ من أربعمائةِ سلوكٍ يعتبرُه شائعًا في البشريَّةِ. شملَ أشياءً وأمورًا مثلَ الألعابِ والنُّكاتِ والرَّقصاتِ والأمثالِ والحذرِ من الثَّعابين وربطِ الأشياءِ بخيطٍ! وبالمثلِ يؤمنُ بأنَّ كُلَّ الحضاراتِ لديها مفاهيمٌ للصَّوابِ والخطأِ، حيثُ يُشادُ بالكرمِ، وبتقديرِ الوعودِ واحترامِها، وبأمورٍ أخرى مثلِ رؤيةِ الخِّسَّةِ والدَّناءَةِ والقتلِ على أنَّها خاطئةٌ. نحنُ جميعًا لدينا إحساسٌ بالضَّميرِ، أينما نشأنا.

تكلَّمَ بولسُ عن فكرةٍ مُماثِلَةٍ منذُ عدَّةِ قرونٍ. أعطى اللهُ الشَّعبَ اليهوديَّ الوصايا العشر لتوضيحِ الفرقِ بينَ الصَّوابِ والخطأِ، ولاحظَ بولسُ بأنَّه طالما يُمكِنُ للأمَمِ فعلُ الصَّوابِ من خلال طاعةِ ضمائِرِهم، فمنَ الواضِحِ أنَّ نواميسَ اللهِ مكتوبةٌ في قُلوبِهم (رومية 2: 14- 15). لكنَّ ذلكَ لا يعني بأنَّ النَّاسَ يفعلونَ الصَّوابَ دائمًا. فقد تمرَّدَتِ الأُممُ على ضمائرها (1: 32)، وكسرَ اليهودُ النَّاموسَ (2: 17- 24)، الأمرُ الَّذي جعلَ كليهما مُذنبين. لكنْ من خلالِ الإيمانِ بيسوع، أزالَ اللهُ عقوبةَ الموتِ التي كانتْ علينا بسبب كسرنا الوصايا (3: 23- 26؛ 6: 23).

من المُحتملِ أن يشعُرَ كُلٌّ منَّا بالذَّنبِ لارتكابِنا أمرًا سيئًا أو الفشلِ في القيامِ بأمرٍ صحيحٍ لأنَّ اللهَ خلقَ جميعَ البشرِ بإحساسٍ بالصَّوابِ والخطأِ. عندما نعترفُ بتلكَ الخطايا يمحوُ اللهُ ذنوبَنا مثل سبُّورةٍ تُمسحُ وتُصبحُ نظيفةً. كُلُّ ما علينا القيامُ به هو الطَّلبُ منه بغضِّ النَّظرِ عن ماهيَّتِنا وعنِ المكانِ الَّذي نحنُ منهُ (الَّذي نشأنا فيه).

– شيريدان فويسي