لَمْ يَكُنْ تُوماس يُحِبُّ المَدْرَسَةَ وَلَمْ يكن يُبْلِي حَسنًا فِيها. فِي أَحَّدِ الأَيَّامِ دَعَاهُ المُعَلِّمُ ”المُخْتَل“ (المُرْتَبِك عَقْلِيًّا). فَذَهَبَ إِلى بَيتِهِ غَاضِبًا. قَرَّرَتْ وَالِدَتُهُ بَعْدَمَا تَحَدَّثَتْ مَعَ المُعَلِّمِ، تَعْلِيمَهُ فِي البَيتِ، لِأَنَّها كَانَتْ قَدْ حَصَلَتْ عَلى تَدريبٍ فِي التَّدريسِ. بِمُسَاعَدَةِ حُبِّها وَتَشْجِيعِها (وَبِالعَبْقَرِيَّةِ الَّتي أَعْطَاها لَهُ اللهُ) أَصْبَحَ تُومَاسُ مُخْتَرِعًا عَظِيمًا. كَتَبَ لَاحِقًا: ”أُمِّي هِي صَانِعَتي. كَانَتْ مُخْلِصَةً جِدًّا وَمُؤمِنَةً بِي، فَشَعَرْتُ بِأَنَّ لَدَيَّ شَخْصٌ أَحيا لِأَجْلِهِ، شَخْصٌ يَجِبُ أَلَّا أُخَيِّبَ آمَالِهِ“.

نَقْرَأُ فِي سِفْرِ الأَعْمَالِ 15، أَنَّ برنَابا وَبُولس خَدَمَا مَعًا كَمُرْسَلين إِلى أَنْ حَصَلَ بَينهما خِلافٌ كَبيرٌ حَولَ اصْطحابِ يُوحَنَّا مُرْقُس مَعَهما. عَارَضَ بُولسُ اصْطِحَابَهُ مَعَهما لِأَنَّ مُرْقُس كَانَ قَدْ فَارَقَهما عِندمَا كَانوا فِي بَمْفِيلِيَّةَ (العددان 36- 38). نَتِيجَةً لِذَلِكَ الخِلافِ انْفَصَلَ بُولُس وَبرنَابا. أَخَذَ بُولس سِيلا وَأَخَذَ برنَابا مُرقس. أَرادَ برنَابا أَنْ يُعطي مُرقس فُرْصَةً ثَانيةً، وَقَدْ سَاهَمَ تَشجِيعُهُ فِي تَقويَةِ قُدْرَةِ مُرقس عَلى الخِدمَةِ وَالنَّجاحِ كَمُرسَلٍ. فَكَتبَ إِنْجيلَ مُرقس وَصَارَ مَصْدَرَ تَعْزِيَةٍ حَتَّى لِبولس بَيْنَما كَانَ فِي السِّجنِ (تيموثاوس الثَّانيةِ 4: 11).

يُمْكِنُ للكثير مِنَّا النَّظَرُ إِلى المَاضي وَالإشَارَةُ إِلى شَخْصٍ مَا فِي حَياتِنا كَانَ قَدْ شَجَّعَنا وَسَاعِدنا عَلى المُضِيِّ قَدَمًا فِي طَرِيقِنا. قَدْ يَدْعوكَ اللهُ لِعَمَلِ نَفْسِ الشَّيءِ مَعَ شَخْصٍ فِي حَياتِكِ. تُرى، مَنْ ذَا الَّذي قَدْ تَقومُ بتَشْجيعِهِ؟

– أَليسون كيدا