سُجِنَ دُرو مُدَّةَ عَامين لِأَنَّهُ كَانَ يَخْدُمُ يَسوعَ. حِينَ قَرَأَ بَعْضَ القِصَصِ عَنْ مُرْسَلين كَانوا يشَعَرون بِفَرَحٍ دَائِمٍ طِوالَ فَتْرَةِ سجْنِهم، اعْتَرَفَ بِأَنَّ ذَلِكَ لَمْ يَكنْ ما اختبرهُ. قَالَ لِزوجَتِهِ إِنَّ اللهَ اخْتارَ الرَّجُلَ الخَطَأ لِيَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِهِ. أَجَابَتْ: ”لَا، أَعْتَقِدُ بَأنَّهُ اخْتَارَ الرَّجُلَ الصَّحيحَ. لَمْ يَحدثْ ذَلِكَ صِدفَةً“.

رُبَّما كَانَ درو أَشْبَهُ بِالنَّبِيِّ إِرْمِيا الَّذي خَدَمَ اللهَ بِأَمَانَةٍ وَقَامَ بِتَحْذِيرِ يَهوذا مِنْ أَنَّ اللهَ سَيُعَاقِبَهم عَلى خَطَايَاهم. لَكِنَّ دَينونَةَ اللهِ لَمْ تَكنْ قَدْ وَقَعَتْ عَليهم بَعد، وَقَامَ قَادَتُهم بِضَرْبِ إِرْميا وَوَضَعِهُ فِي المِقْطَرَةِ. لَامَ إِرْمِيا اللهَ قَائِلًا: ”خَدَعْتَني يا ربُّ فا‏نخَدَعتُ“ (التَّرْجَمَةُ العَرَبِيَّةُ المُشْتَرَكَةُ عَدد 7). ظَنَّ النَّبِيُّ بِأَنَّ اللهَ فَشِلَ فِي إِنْقَاذِهِ. وَقَالَ ”كَلِمَةَ الرَّبِّ صَارَتْ لِي لِلْعَارِ وَلِلسُّخْرَةِ كُلَّ النَّهَارِ“ (عدد 8). ”مَلْعُونٌ الْيَوْمُ الَّذِي وُلِدْتُ فِيهِ! … لِمَاذَا خَرَجْتُ مِنَ الرَّحِم، لأَرَى تَعَبًا وَحُزْنًا فَتَفْنَى بِالْخِزْيِ أَيَّامِي؟“ (العددان 14، 18).

فِي النِّهايَةِ أُطْلِقَ سَراحُ دُرو، وَبَدَأَ يَفْهَمُ بِأَنَّهُ مِنْ خِلالِ مِحْنَتِهِ رُبَّما اخْتَارَهُ اللهُ، مِثْلَمَا اخْتَارَ إِرمِيا، لِأَنَّهُ كَانَ ضَعِيفًا. رُبَّمَا لَو كَانَ هو وَإِرْميا قَوِيَّانِ بِطَبيعَتِهما، لَكَانَ المَجْدُ وَالفَضْلُ فِي نَجَاحِهما يَرْجِعُ إِلَيهما. لَكِنْ إِنْ كَانا ضَعِيفين فَإِنَّ مَجْدَ مُثَابَرَتِهما يَكونُ للهِ (كُورنثوس الأُولى 1: 26- 31). لَقَدْ جَعَلَهُ ضَعفُهُ الشَّخْصَ المُنَاسِبَ لِيَسْتَخْدِمَهُ يَسوع.

– مَايك ويتمر