مِنْذُ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ أَخْبَرَتْني صَديِقَةٌ لِي، كَمْ كَانَتْ مُخِيفَةً بِالنِّسْبَةِ لَها مُحَاوَلَةُ عُبورِ شَارِعٍ تَتَقَاطَعُ فِيهِ عِدَّةُ طُرُقٍ مَعًا. قَالَتْ: ”لَمْ أَرَ شَيئًا كَهذَا مِنْ قَبلٍ؛ بَدَتْ قَواعِدُ عُبورِ الشَّارِعِ الَّتي تَعَلَّمَتُها غَيرَ فَعَّالَةٍ. كُنْتُ خَائِفَةً لِدَرَجَةِ أَنَّني كُنْتُ أَقِفُ فِي الزَّاوِيَةِ وَانْتَظِرُ الحَافِلَةَ وَأَسْأَلُ السَّائِقَ أَنْ يَسْمَحَ لِي بِالرُّكُوبِ إِلى الجَّانِبِ الآخَرِ مِنَ الشَّارِعِ. تَطَلَّبَ الأَمْرُ مِنِّي وَقْتًا طَويِلًا لِأَتَعَلَّمَ كَيفِيَّةَ التَّنَقُّلِ بِنَجَاحٍ فِي هَذا التَّقَاطُعِ وَأَنا أَمْشِي عَلى قَدَمَيَّ ثُمَّ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ وَأَنَا أَقُودُ السَّيَّارَةَ“.

مَعَ أَنَّ تَقَاطُعَاتِ المُرورِ يُمْكِنُ أَنْ تَكونَ خَطِرَةً، إِلَّا أَنَّ الإِبْحَارَ فِي تَعْقِيداتِ الحَياةِ مِنَ المُمْكِنِ أَنْ يَكونَ أَكْثَرَ خُطورَةً. عَلى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ وَضْعَ كَاتِبِ المَزْمُورِ غَيرَ مَعْروفٍ بِشَكْلٍ أَكِيدٍ، إِلَّا أَنَّنا نَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ فِي وَضْعٍ صَعْبٍ يَتَطَلَّبُ الصَّلاةَ لِأَجْلِهِ؛ صَرَخَ كَاتِبُ المَزْمورِ قَائِلًا: ”مِنَ الضِّيقِ دَعَوْتُ الرَّبَّ“ (عَدَدُ 5). لَقَدْ كَانَتْ ثِقَتُهُ فِي الرَّبِّ وَاضِحَةً: ”الرَّبُّ لِي فَلاَ أَخَافُ … الرَّبُّ لِي بَيْنَ مُعِينِيَّ “ (العَدَدَان 6- 7).

لَيسَ مِنْ غَيرِ المُعْتَادِ أَنْ نَخَافَ عِنْدَمَا نَكُونُ بِحَاجَةٍ إِلى تَغْييرِ وَظَائِفِنَا أَو مَدَارِسِنا أَو بِيوتِنا. يَظْهَرُ القَلَقُ عَلَينا عِنْدَما تَتَدَهورُ صِّحَتُنا أَو تَتَغَيَّرُ عَلاقَاتُنا أَو تَخْتَفِي أَموالُنا. لَكِنْ لَا يَجِبُ تَفْسيرُ هَذِهِ التَّحَدياتِ عَلى أَنَّها تَرْكٌ أَو تَخَلِّيٌ مِنَ اللهِ عَنَّا. عِنْدَما يَأَتي الضِّيقُ وَيَضْغَطُ عَلَينا بِشِدَّةٍ رُبَّما نَجِدُ أَنْفُسَنا نَنْدَفِعُ لِلدُّخُولِ إِلى مَحْضَرِهِ بِالصَّلاةِ.

– آرثر جاكسون