وَضَعَ بِيرتْ بِطَاقَةَ الْخَصْمِ الْخَاصَّةِ بِهِ عَلى فَاتُورَةِ الْمَطْعَمِ. الْتَقَطَ النَّادِلُ الْبِطَاقَةَ ثُمَّ تَوَقَّفَ لِيَسْأَلْ: ”مَنْ هُوَ الْإِنْسانُ الَّذي يُمْكِنُهُ الْقَولُ: أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ؟ هَذا غُرورٌ كَبيرٌ!“ أَدْرَكَ بِيرتْ أَنَّ النَّادِلَ يُعَلِّقُ عَلى الْكَلِمَاتِ الْمَطْبُوعَةِ عَلى الْبِطَاقَةِ بِوَاسِطَةِ شَرِكَتِهِ الْمَالِيَّةِ الْمَسِيحِيَّةِ، كَلِمَاتُ الرَّبِّ يَسوع الْمَكْتُوبَةُ فِي يُوحَنَّا 14: 6. أَوْضَح بِيرتْ وَهُوَ سَعِيدٌ بِتَسَاؤُلِ (وَاسْتِهجَان) النَّادِلِ، هُوِّيَّةَ (الرَّبِّ يَسوع) الَّذي قَالَ تِلْكَ الْكَلِمَاتِ وَأَخْبَرَهُ عَنْ تَضْحِيَتِهِ الَّتي قَدَّمَها، كَي يَجْلِبَنَا إِلى اللهِ (الْآبِ).

عِنْدَمَا نَلْتَقِي أَشْخَاصًا لَا يَعْرِفُونَ شَيْئًا عَنْ إِيمَانِنَا، قَدْ يَكُونُ رَدُّ فِعْلِنا هُوَ السُّخْرِيَةُ أَو الْإدَانَةُ. لَكِنًّ الرَّسُوَلَ بُطرُس يَتَحَدَّانَا قَائِلًا: ”مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ“ (بُطْرُسُ الْأُولَى 3: 15). وَأَوْضَحَ الرَّسُولُ بُولُس فِي كُولُوسِي 4: 6، مَدَى قُوَّةِ هَذِهِ الْمُجَاوَبَةِ قَائِلًا: ”لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُصْلَحًا بِمِلْحٍ، لِتَعْلَمُوا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُجَاوِبُوا كُلَّ وَاحِدٍ“. إِنَّ الْأَجْوبَةَ الجَّيِّدَةَ تَدْعُو الْآخَرين لِلاقْتِرَابِ مِنَ الْإِيمانِ، مِثْلَمَا يُعَزِّزُ الْمَلْحُ نَكْهَةَ طَعَامِنا.

قَدْ تُواجِهُنَا أَسْئِلَةٌ بِشَكْلٍ مُفَاجِئٍ مِنْ أَشْخَاصٍ لَا يَعْرِفُونَ الرَّبَّ يَسوع عَلى الْإِطْلَاقِ. وَعِنْدَمَا نُجَاوِبُ بِلُطْفٍ وَنِعْمَةٍ، تُشَوِّقُ إِجَابَاتُنا المُمَلَّحَةُ السَّائِلِينَ إِلى مَعْرِفَةِ الْمَزِيدِ.

إِليسا مورجان