يَكْرَهُ جَاكُ الْمَدْرَسَةَ لِأَنَّهُ يَشْعُرُ بِالْمَلَلِ مِنْ مُحَاضَرَاتِ الجَّبْرِ وَالنَّحْوِ وَالجَّدْوَلِ الدَّورِيِّ (لِلْعَنَاصِرِ الْكِيميَائِيَّةِ)؛ لَكِنَّهُ يُحِبُّ بِنَاءَ الْمَنَازِلِ، الْعَمَلِ الَّذي يَأْخُذُهُ وَالِدُهُ إِليهِ فِي الْعُطُلاتِ الصَّيْفِيَّةِ، وَلَا يَشْبَعُ جَاكُ مِنْ ذَلِكَ الْعَمَلِ؛ أَنَّهُ فِي السَّادِسَةِ عَشَرَ مِنْ عُمُرِهِ فَقَطْ، لَكنَه َيَعْرِفُ الْكَثيرَ عَنِ الْإِسْمَنْتِ وَبَلاطَاتِ الْأَسْقُفِ وَكَيْفِيَّةِ بِنَاءِ الجُّدْرَانِ. مَا هُوَ الْفَرقُ بَينَ الْمَدْرَسَةِ وَالْبِنَاءِ؟ إِنَّهُ الْحُبُّ؛ يُحِبُّ جَاك أَحَّدْهُما وَلَا يُحِبُّ الآخَرَ. إِنَّ حُبَّهُ يَجْعَلُهُ يُريدُ أَنْ يَعْرِفَ (وَيَتَعَلَّمَ).

يَجِبُ عَلَينا كَمُؤْمِنين أَنْ نُحِبَّ الْحَقَّ (تَسَالُونِيكي الثَّانِيَة 2: 10). يَقُولُ الرَّسُولُ بُولُسُ إِنَّ شَخْصِيَّةً شَيْطَانِيَّةً سَتَعْمَلُ ”بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ، وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ“ لتخدع ”الْهَالِكِينَ“ (الْعَدَدَانُ 9- 10). لِمَاذَا يَهْلَكُونَ؟ ”لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا“ (عَدَدُ 10). إِنَّ فَشَلَهم فِي مَحَبَّةِ الْحَقِّ يَعْمِيهم عَنْ مَعْرِفَتِهِ؛ وَيَجْعَلَهم يُخدَعُونَ (عَدَدُ 11).

مَاذَا نَعْرِفُ؟ يَعْتَمِدُ هَذا السُّؤَالُ الْمُهِمُّ عَلى سُؤَالٍ آخَرٍ أَكْثَرِ أَهَمِّيَّةٍ: مَاذَا نُحِبُّ؟ إِنَّ شَغَفَنَا يَجْعَلُ قُلُوبَنَا تَمِيلُ (تِجَاهَ مَا نُحِبُّهُ) وَيُوَجِّهُ عُقُولَنا (إِليهِ). نَحْنُ نَهْتَمُّ بِمَا نُحِبُّهُ وَنَحْمِيهِ وَنَسْعَى لِلْمَزيدِ مِنْهُ. إِذَا كُنَّا نُحِبُّ الْحَقَّ وَالْحِكْمَةَ وَنَبْحَثَ عَنْهُما مِثْلَ ذَهَبٍ ثَمينٍ (الْأَمْثَالُ 3: 13- 14؛ 4: 7- 9). فَإِنَّهُما سَيَحْفَظَانَنَا. ”لاَ (تَتْرُكْ الْحِكْمَةَ) فَتَحْفَظَكَ. أَحْبِبْهَا فَتَصُونَكَ“ (4: 6)

مَا هِي الْحِكْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ؟ يَقُولُ الرَّبُّ يَسوع أَنَّها هُوَ. ”أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ“ (يُوحَنَّا 14: 6). أَهَمُّ سُؤَالٍ بِالنِّسْبَةِ لَنَا هُوَ: مَنْ نُحِب؟ أَحْبِبْ الرَّبُّ يَسوع وَسَتَتَعَلُّمُ طَريقَهُ؛ وَسَيَحْفَظُ حَيَاتَكَ بِإِرْشَادِكَ (بِالرُّوحِ الْقُدُسِ) إِلى حَقِّهِ.

مَايك وِيْتمر